تمثل تجربة الحملات التاريخية ذروة المتعة في لعبة Stronghold Crusader: Definitive Edition، حيث تنقلنا إلى قلب حروب الصليبيين، وتعيد إحياء المعارك الملحمية التي دارت رحاها في الأراضي المقدسة. لا تقتصر هذه الحملات على مجرد سرد للأحداث التاريخية، بل تغمر اللاعب في خضم قرارات عسكرية حاسمة، وتوفر له محاكاة تكتيكية دقيقة لكل تحرك وكل تفصيلة في ساحة المعركة. أولى هذه الحملات، والتي تحمل اسم "The Call to Arms"، تتألف من خمس مهام متتالية، تتميز بتدرجها الرائع في مستوى الصعوبة والتعقيد.
تنطلق الحملة بمهمة أولى تتسم بالبساطة النسبية، لتمنح اللاعب فسحة من الوقت لاستيعاب آليات اللعب الأساسية دون شعور بالضغط أو الاستعجال. تعتبر هذه المرحلة بمثابة فرصة ذهبية لاكتشاف كيفية توزيع الموارد بكفاءة، وفهم الأهمية القصوى للتوازن الحيوي بين توفير الغذاء الكافي والحفاظ على الدفاعات القوية، بالإضافة إلى التدرب على أساليب البناء السريع والفعال. ولكن مع بداية المهمة الثانية، تبدأ التحديات في الارتفاع بوتيرة ملحوظة، حيث يواجه اللاعب خصومًا يتمتعون ببأس شديد وتكتيكات هجومية أكثر تعقيدًا ومكرًا، مثل الهجمات الموجهة بدقة نحو المخازن الاستراتيجية أو البوابات الرئيسية المحصنة، مما يجعله في كثير من الأحيان عرضة للإخفاق والاضطرار إلى إعادة المحاولة مرارًا وتكرارًا بعد تحليل نقاط الضعف الكامنة في تخطيطه السابق.
يوصى بشدة باستخدام زر تقليل سرعة الوقت (المفتاح -) عندما تتفاقم الأمور وتصبح ساحات المعارك مكتظة بالوحدات المتصارعة، خاصة في بداية كل مهمة، حيث يتطلب الأمر ترتيب الأولويات بعناية فائقة، مثل بناء المزارع الضرورية، وإعداد الدفاعات المحكمة، وإنتاج الجنود بسرعة فائقة قبل أن تشن القوات المعادية هجومها الشرس. هذه اللحظات الحاسمة قد تحدث فرقًا شاسعًا بين تحقيق النصر المؤزر والتعرض للهزيمة النكراء، خاصة عند التعامل مع موارد محدودة وخصم ذكي قادر على تغيير خططه الهجومية باستمرار والتكيف مع الظروف المتغيرة.
علاوة على ذلك، يمكن الاستفادة القصوى من الأوامر الخاصة المتوفرة داخل اللعبة لتيسير بعض المهام الصعبة، مثل فتح جميع المهام دفعة واحدة إذا واجه اللاعب صعوبة بالغة في التقدم. ومع ذلك، من الأفضل دائمًا خوض كل مهمة بكل جدية وتفانٍ قبل اللجوء إلى أي اختصارات، نظرًا للمتعة الاستراتيجية العميقة التي تقدمها كل مواجهة على حدة. تلك اللحظات التي تتذوق فيها طعم الانتصار بعد صراع طويل ومرير، وجهود مضنية في البناء المحكم، واستراتيجية مدروسة ومنظمة، هي ما تجعل حملة "The Call to Arms" تجربة لا تُنسى في عالم Stronghold، وتبقى محفورة في الذاكرة إلى الأبد.
الوصول إلى الأراضي المقدسة
الهدف: جمع 450 قطعة ذهبية
بعد إتمام المهمة الأولى بنجاح في هذه الحملة الشيقة، يتم تكليف اللاعب بمهمة حيوية وهي جمع 450 قطعة ذهبية ثمينة لتمويل الحملة الصليبية الحاسمة. ونظرًا لأن هذه المهمة لا تتضمن أي قتال وشيك أو مواجهات عسكرية، يمكن تحويل بعض الجنود إلى فلاحين مهرة للمساهمة الفعالة في العمل والإنتاج، ولكن يُنصح بشدة بعدم القيام بذلك إلا بعد بناء عدد كافٍ من الأكواخ المريحة لزيادة الحد الأقصى لعدد السكان القادرين على العمل.
يمكن تحقيق هذا الهدف النبيل بطريقتين رئيسيتين لا ثالث لهما: فرض الضرائب المتزايدة على السكان من خلال قصر الحاكم المهيب، أو بيع الموارد الفائضة عن الحاجة في السوق النشط. وتشمل الموارد التي يمكن بيعها بكفاءة عالية وتحقيق أرباح مجزية: الحجارة الصلبة، والخشب القوي، والطعام الشهي.
تتوفّر في الخريطة مساحة واسعة ومناسبة لبناء العديد من مقالع الحجارة، ولكن لا تنسَ أبدًا إرفاق كل مقلع بنقطة ربط مخصصة للثيران القوية لنقل الأحجار الثمينة إلى المخازن المركزية. يُعد بيع الحجارة وسيلة ممتازة لجمع الذهب بسرعة قياسية، خاصة مع وفرة الصخور المنتشرة في أرجاء المنطقة.
يفضّل توزيع مواقع الصيادين بشكل متباعد ومنظم لتغطية حركة الغزلان المتنقلة باستمرار، مما يضمن تدفقًا ثابتًا من اللحوم الطازجة إلى المخزن الرئيسي. كما أن بناء مخزن الحبوب مباشرة فوق الواحة الغنية يسرّع بشكل كبير من عملية جمع التفاح اللذيذ، حيث تقل المسافة التي يقطعها العمّال في النقل المتكرر.
لزيادة العائدات المالية بسرعة فائقة، ارفع الضرائب إلى مستويات عالية نسبيًا، ولكن احرص في المقابل على الحفاظ على شعبية السكان ورضاهم من خلال تقديم حصص غذائية سخية ومتنوعة، مما يخلق توازنًا دقيقًا بين الضغط الاقتصادي الناتج عن الضرائب والرضا العام الذي يؤدي إلى الاستقرار والازدهار.
وبعد أن يبدأ الاقتصاد في العمل بكفاءة عالية وانسيابية تامة، يمكن تسريع سير اللعبة باستخدام زر + لتسريع الوقت، مما يسرّع من عملية جمع الذهب والوصول إلى الهدف المنشود بأقل قدر ممكن من الانتظار الممل.
ينبغي استغلال هذه المهمة كفرصة ذهبية لاختبار مهاراتك الاقتصادية المتميزة، حيث لا تعتمد على الجيوش الجرارة أو الدفاعات القوية، بل على فهمك العميق لآليات السوق المعقدة، وتخطيطك الذكي لإنتاج الموارد المتنوعة، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من كل عامل متاح في المملكة. إنها فرصة فريدة لتعلّم كيف تبني ثروة طائلة من لا شيء، وتُظهر براعتك الفائقة في إدارة الموارد باحترافية لا مثيل لها.
الرحلة جنوبًا
الهدف: جمع 300 رغيف خبز
في هذه المهمة المليئة بالتحديات، يُطلب من اللاعب جمع 300 رغيف خبز شهي لتأمين مؤونة الجيش الضرورية قبل انطلاق الحملة العسكرية المرتقبة. وتُعد هذه المهمة مزيجًا فريدًا من الإدارة الاقتصادية الرشيدة والتجهيز الدفاعي المحكم، إذ توفّر خريطة غنية بواحة خصبة تصلح تمامًا للزراعة الكثيفة، ولكن في المقابل، يتعرّض اللاعب لهجمات متقطعة من العدو المتربص، ما يتطلب بناء جيش بسيط ولكنه قوي لحماية القلعة من أي خطر محتمل.
في بداية المهمة، استغل المساحة الشاسعة للواحة الواسعة لبناء ثلاث مزارع قمح في مواقع متقاربة لتقليل وقت التنقل بينها، إلى جانب طاحونة واحدة لتحويل القمح الذهبي إلى دقيق فاخر، وثماني مخابز حديثة لتصنيع الخبز بسرعة وكفاءة. يمكن لاحقًا مضاعفة هذه النسبة تدريجيًا مع توسّع الاقتصاد وازدياد عدد السكان العاملين.
يجب منذ البداية بناء مخزن أسلحة آمن لتخزين المعدات القيمة، وإنشاء ورشتين مجهزتين لصناعة الرماح الحادة، ثم بناء ثكنة عسكرية لتجنيد رماة الرماح الأشداء. في البداية، أنت تملك ستة رماة سهام فقط، لذا من الضروري تجنيد المزيد من الجنود في أسرع وقت ممكن لتأمين الدفاعات اللازمة، خاصة أن العدو سيبدأ في إرسال فرسان رماة ماهرين يهاجمون من بعيد. رماة الرماح سيكونون فعالين للغاية في صدهم إذا تمركزوا جيدًا خلف الجدران المتينة.
من المهم أيضًا الاستعداد من الناحية الغذائية بشكل كامل، فبمجرد بدء عملية إنتاج الخبز الشهي، قم بإيقاف استهلاكه من قبل السكان مؤقتًا من خلال الضغط على أيقونة الخبز في المخزن ووضع علامة الحظر الحمراء عليه، حتى لا يُستهلك الخبز ويستمر في التراكم تدريجيًا لتحقيق الهدف المنشود. في المقابل، يمكنك بناء عدد كافٍ من مزارع التفاح المثمرة لتغذية السكان وضمان رضاهم التام دون الحاجة إلى استهلاك الخبز الثمين.
لا توجد حاجة ملحة لفرض الضرائب الباهظة على السكان في هذه المرحلة المبكرة، إذ تبدأ المهمة برصيد أولي قدره 1000 قطعة ذهبية، وهو مبلغ كافٍ لتأسيس البنية التحتية الزراعية والعسكرية الأولية. ركّز جهودك بشكل أساسي على سرعة بناء الاقتصاد الغذائي المتين، مع الحفاظ على شعبية عالية ومستويات رضا جيدة من خلال تقديم طعام وفير ومتنوع، وستتمكن من الوصول إلى هدفك بنجاح وبأقل قدر من الجهد والوقت.
هذه المهمة بمثابة فرصة مثالية لاختبار مهاراتك الفريدة في التخطيط الزراعي الدقيق وتوزيع الموارد بذكاء بالغ، مع الحرص الشديد على تحقيق التوازن المثالي بين الإنتاج الغذائي الوفير والاستعدادات الدفاعية القوية، مما يجعلها واحدة من أمتع التحديات وأكثرها إثارة في بداية هذه الحملة الملحمية.